(الفصل العاشر)
صدمة قوية قد أصابت جميع حواسها، كأن دلوا من
الماء قد اندلع فوق رأسها، لا تعلم أن مصيرها وقدرها
الحتمي سوف يكون بين يدي هذا النمر الجامح.
ارتسمت علي جنان ملامح القوة والصرامة ونظرة
استهزاء قد بدرت من عيناها..
أنت مفكر إنك لما تخطفني بالشكل الغبي إلى زيك
ده أنا هخاف منك وأقولك سمعاً وطاعة يا سيدي
لا فوق أنا جنان إلى عمر ما حد حاول يكسرني
أو يتجرأ علياا وإذا كنت فاكر إن ممكن أخضع ليك
في يوم من الأيام تبقي غلطان، ويكون في علمك
عشان تعرف أنا في خلال ساعتين بالكتير هكون
بره المكان ده وفي وجودك كمان وهتشوف.
قام مالك بالتصفيق بيديه ونظرة إعجاب من قوتها
قد خرجت من بين عيناه، فهو لأول مرة في حياته
قد لقي من يقف بوجهه بهذه الطريقة وهذا الإصرار
والتحدي القوي مما زاد من إعجابه بها، وعزم علي
عدم تركها واستحالة خروجها من عرينه فهي أصبحت
ملكه للأبد.
قام مالك بالتقرب منها ودنا يهمس بنبرة هادئة ولكن
مميته في نفس الوقت..
أنتي بكلامك ده زودتي إعجابي بيكي وأنا عمري
ما هسيبك عارفة ليه، عشان أنتي أول واحدة في
حياتي كلها تقف قدامي وتكلمني بالتحدي والعزيمة
القوية دي، وأنتي بكده دخلتي مزاجي وعمري ما
هسيبك أبدا حتي لو فيها موتك وده وعدي ليكي وأبقى
وريني هتهربي من عرين النمر أزاي يا حلوة.
نظرت جنان بنفس نظرة التحدي وتحدثت بإصرار
واضح ونبرة جدية وقوية..
وأنا عمر ما حد امتلكني ولا هيمتلكني عشان أنا حرة
وعمر إلى هكون ملكه هيكون أنت، أنت أضعف واحد
شوفته في حياتي مفكر إنك بشوية الاغبية إلى أنت
بعتهم بيتي عشان يخطفوني دول رجاله، للأسف
أحب أقولك إنهم شوية عيال وأنت مش راجل ولا
عمرك شوفت الرجولة بعينيك.
لم تدري بنفسها ووجهها يلتفت للجهة الثانية من هول
الصفعة التي تلقتها من بين يديه، نظرت إليه بعزيمة
غير ظاهرة لديها أي لحظة انكسار بل ما زالت محتفظة بذلك
التحدي والقوة مما أدى إلى استفزاز رجولته، وانقض
عليها بالصفعات المتتالية وهي لا يصدر منها سوي
ضحكاته المستهزاة له.
نطقت بكلمة مما أدت إلى زيادة الغضب وخروج
الوحش من داخله..
أنت واحد جبان وعمرك ما كنت قوي أنت أضعف واحد
شوفته في حياتي.
قام مالك بامساكها من تلابيب شعرها وهو يضغط
عليها بكل قوة لديه، ويهتف في وجهها كفحيح أفعى
والشرارات تنطلق من محجريه..
أنا كنت ناوي أعاملك كملكة بس بآلي عملتيه دلوقتي
مش هرحمك وهوريكي الجبان والضعيف ده هيعمل
فيكي إيه، للأسف أنتي خرجتي مني أسوء مما
كنتي تتخيلي وهتشوفي بعينيكي.
نظرت له بنفس الاستهزاء والخيبة التي أصابته في
سهم قلبه المجروح..
عمرك ما هتبقي راجل عشان إلى يستقوي علي واحدة
ضعيفة يبقي لا يمد للرجولة بصلة، وأنا مستعدة لكل
إلى أنت ناوي عليه بس أحب أفكرك إنك هتندم
وأنا إلى هندمك يا نمر.
قام بالصراخ الهستيري مما أدى إلى تجمع الحراس
المنتشرة في المكان، آمرآ إياهم بربطها وتعليقها
وإحضار أدوات التعذيب لكي يباشر بها أولاً.
في سرعة البرق قاموا بتنفيذ مما آمر به وعند انتهاءهم
خرجوا جميعاً وتركوا إياهم ينظرون لبعضهم هي
بنظرة الخيبة والسخرية، وهو يبادلها بنظرة التحدي
والحقد النمري الخاص به.
=============================
في المشفي.
يرقد في الغرفة بين يدي الأطباء وهو لا يعلم أي
ما يدور بحوله، فقط يمر أمام عيناه شريط حياته
مع زوجته وابنته آلتي فقدها وتسربت من بين يديه
ووقعت بين يدي من لا يرحم ولا يعرف أي شيء عن
الرحمة والإنسانية فقط هو شيطان علي هيئة بشر.
تسير بسرعة البرق وشلالات من الدموع تذرف من
عيناها البراقتين، فهي مع تعبها الذي لم تعفو منه إلا
قليلاً لم تستطع تحمل ما يحدث حولها، فهي قد أتى
لها هذا الصباح اتصالاً هاتفياً يخبرها بأن زوجها في
المشفي ويجب حضورها في أسرع وقت.
دقائق ووقفت أمام شخص يبدو عليه الحزن والقلق
مما أدى إلى اصابتها بالفزع والخوف من فكرة أنها
فقدت زوجها.
قامت ياسمين بوضع يديها علي كتفه مما أدى إلى
النظر إليها وواقع من الأحاسيس الغريبة أصابت
قلبهما معا لا يعلمان ما الذي حدث ولكن يوجد ما
هو الأهم من ذلك الآن.
نطقت ياسمين بنبرة قلقة ومرعبة من هياته تلك
ونظرة توسل قائلة..
أنت إلى اتصلت عليا مش كده فين جوزي يا بني
أرجوك قولي مش تخبي علياا.
قام بالترتيب علي كتفها يبثها الهدوء والطمأنينة
من هياتها المريبة..
مش تخافي يا أمي أنا الضابط المسؤول عن قضية
بنت عبدالرحمن بيه، وهو مش استحمل الخبر ووقع
من طوله عشان كده أنا جبته هنا وهو دلوقتي في
اوضة العمليات ومش لقيت قدامي غير إني أتصل
عليكي وأقولك بس أحب أطمنك أنا مش هسكت
وهرجع بنت حضرتك ليكي تاني.
نظرت له بحنان أموي نابع من عيناها وقامت بالتساول
ما الذي حدث لابنتها والذي أدى إلى حالة زوجها
الآن..
هي بنتي فين يا أبني أنا قلبي قلقان عليها قوي
ولسه طالعة من المستشفي من كام يوم وكل لما
أسأل حد يقول هي كويسة عاوزة أعرف منك كل
حاجة بالضبط ومش تخبي عني أي شيء يا بني
ده رجاء من أم محرومة من بنتها.
قام الضابط بالقص عليها من يوم خطفها إلى الآن
رفع عيناه ليري ردة فعلها ورأى مما أصابه بالصدمة
رأها جامدة قوية لما تهتز أبدآ كما يري الجميع مما أدى
إلى أصابته بالحيرة من معالمها تلك.
قطع تفكيره خروج الطبيب قاموا بالتوجه إليه بسرعة
البرق والقلق يتاكل داخلياً لديهم يريدون فقط الإطمئنان
عليه.
توجهت ياسمين بلهفة واضحة..
أخبار جوزي إيه يا دكتور أرجوك طمني عليه هو
كويس مش كده.
قام الطبيب بعلامات الطمأنينة مرتسمة علي ملامحه..
اطمنوا عبدالرحمن بيه بخير هي بس أزمة قلبية
والحمد لله ألحقناه علي آخر لحظة هو دلوقتي
هيكون تحت الملاحظة عشان الخطر يزول ألف سلامة
علي حضرته أستأذن أنا.
قامت بالوقوف أمام غرفته تدعو له بأن يزيل عنه
هذا التعب وأن يقويها للذي قادم باتجاهها.
تحدثت ياسمين نفسها..
شكل الماضي هينفتح تاني وإلى هيكون خسران
أنت يا رعد وإلى بايدك أنت هتنهيه وساعتها مش
تلاقي أي حد حوليك للأسف طلعت زي أبوك يا خسارة
الله يرحمك يا أختي أبنك طلع زي أبوه وإلى هيرجع
يفتح الماضي علي أيديه ربنا يستر.
==========================
في وكر مافيا الصقور.
جالساً أمامه يبكي بحسرة علي ما آلت إليه ظروفه
يريده فقط أن يصحو من غيبوبته تلك آلتي مكس
فيها لأيام، لكن هناك ما لمحه وأدى إلى ظهور الحيرة
علي ملامحه.
قام برفع يده ورأى وحمة مرتسمة علي يداه، مما
أصابه الدهشة والاستغراب من وجودها فذراعه
الأيمن دايفيد لا يملك تلك الوحمة أبدآ مما أوقع الشك
في قلبه من ناحيته يريد فقط معرفة سبب وجودها
لا أكثر.
غادر من الغرفة نهائيا وأصبح يفكر تدريجياً من هذا
القابع بالداخل يريد فقط معرفة اهذه الشكوك صحيحة
أم لا.
قام باتصالا هاتفياً.
تحدث جون بجدية ونظرة صقرية تشع من عيناه..
عاوزك تعرف ليا إيه إلي حصل بالظبط يوم الحادثة
ودايفيد فين مش عاوز تأخير بسرعة.
بعد أن أنهى اتصاله قام بمحادثة نفسه والشرار يتطاير
من عيناه والحقد مبديا علي ملامحه..
لو إلى في بآلي صح ورحمة كل غالي عندي لندمك
يا مالك أنت ودايفيد ومش أبقى أنا جون.
===========================
في وكر النمر.
قام بالدلوف من الخارج بعد أن قام بتعذيبها، تركها
غارقة في دماءها وتوجه إلى الخارج يريد أن يقضي
يومه مع أحدهم ولكن لم يقدر علي ذلك وأتى لكي
يشبع نظره من مجنونة قلبه.
رأي ما أصابه بالذهول والصدمة التي تشع من محجريه
لم يري جنان في أي مكان قام مثل المجنون بالبحث
عليها في كل ركن من أركان الغرفة ولم يجدها.
لكنه رأي ما أدى إلى لفت نظره، رأي ورقة بيضاء مطوية
علي الاريكة توجه لها وامسكها لكي يعرف ما هو
محتوها.
( عشان تعرف أني بنفذ كلامي خلال ساعتين مش
هتلاقيني في الوكر بتاعك سلام يا نمر إلى اللقاء
القادم. جنان.)
قام بطويها ونظرة بنار مستعرة وشرارت متاججة
بداخله قام بالصراخ بعلو صوته..
جنااااااان.